مع الله الإعلامي بسام جميدة: " من يكن مع الله يكون الله معه "
صاحبة_الجلالة _ نيرمين مأمون موصللي
" من يكن مع الله يكون الله معه ".. بهذه الجملة لخص الإعلامي بسام جميدة حياته وعلاقته مع رب الأنام والخلق .
يبدأ كلامه بحادثة تعرض لها في نهاية الثمانينات حيث قال.. كنت أتعرض لمحنة قاسية، لم يكن لي ذنب فيما حصل حينها، كان المكان ضيق جدا، والجدران تكاد تطبق على من فيها، بالكاد كنت تتحصل أنفاسك في ذاك المقر الموحش والمظلم، الحر شديد وملوحة العرق تمزق الثياب، وبعد عدة أيام من الإحباط والشقاء تسلل صوت الآذان الى مسامعي، كان للصوت إيقاع وتأثير كأني لم أسمعه من قبل، برهافة الخائف أصغت السمع أكثر، تسللت دمعة حرة كادت أن تحرق وجنتي، وضعت رأسي بين رجلي في وضع القرفصاء وبكيت كما لم أبك من قبل، مر في مخيلتي وبلحظات شريط طويل من تفاصيل الحياة، أجشهت أكثر، وكاد النشيج يمزق سكون المكان، لمحني صديق كان بجانبي أخذ برأسي إليه. مابك: سألني وأجبته: هل تسمع ماسمعت، أنه الآذان. يبدو الوقت عند المغرب، قال لي: كل يوم كان يعلو صوت الآذان، ولكنك كنت غافلا عنه، قم وتوضأ وصلي.
ومع صعوبة الوضوء والصلاة هناك، لبيت النداء وصليت، ياااه، أين كنت وأين أصبحت، أي طمأنينة سرت في نفسي، وفي أي غفلة كنت..؟
ورغم استمرار المحنة لأيام كانت طويلة وقاسية بالنسبة لي، وحسبتها عمرا، إلا أنني لم أشعر بثقلها بعد أن ذقت لذة القرب إلى الله؛ عندما تلوذ به سيبعث في قلبك الطمأنينة والهدوء، وهكذا استمر لجوئي إلى الله منذ تلك اللحظة وحتى اليوم.
وكلما كنت أشعر إنني ابتعدت عنه قليلا بسبب مشاغل الدنيا ومتاعب الحياة، وضغط العمل، كان الضجر والضيق يصيب مني مقتلا، ولكن في لحظة ما، أشعر أن ثمة صوت يناديني في جوف الليل، فأهرع ملبيا، أجلس بين يديه أتحدث إليه، وأشكو له همي وتعبي، وضيق الحال والصدر، أسجد تارة وابكي تارة، أناجيه مناجاة عاشق، ينشرح صدري وابتسم لكرمه وعطاءه، إذ يستجيب لي كلما دعوته واستغفرته وتبت إليه، يارب ما أكرمك وما أكثر عفوك وأنا الخطاء بين يديك المقصر في حقك دائما يا إلهي.
فأردد وكلي ثقة بالله قوله بعد، بسم الله الرحمن الرحيم " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا" و"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا " و " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا "
ثم أردف قارئا هذه الأية التي تجعل من يقرأها يتدبر أعماله ويراجعها خوفا من أن تكون وبالا عليه، "قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا".
وأختم بكلمات قصيرة، من يكن مع الله يكون الله معه.