بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

ماذا تريد واشنطن من دمشق؟

الخميس 19-10-2017 - نشر 7 سنة - 5876 قراءة

  تمثل سورية هذه الأيام أنموذج النضال العربي الوحيد والفريد من نوعه ضد الأطماع الغربية , والصهيو أمريكية . صمود دون مواجهة سابقا ً , واليوم مواجهة حقيقية بالتوافق والتنسيق مع روسيا الاتحادية وإيران والصين وبعض الدول التي تشتكي السلوك الأمريكي الابتزازي الذي يقوده الرئيس الأمريكي , دونالد ترامب , وهكذا يمكن تلخيص العلاقة السورية بالولايات المتحدة الأمريكية بالأونة الأخيرة ما جاء على لسان رئيس الوزراء الصهيوني السابق / اسحق رابين / في مذكراته تقييما ً نفسيا ً من وجهة نظره لشخصيتي كل من الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات والرئيس الخالد حافظ الأسد بقوله : إن السادات سهل الانقياد أما الأسد فمن العسير إقناعه بالتنازل عن الثوابت العربية والقومية . سوريا تدفع ثمن ثباتها على مواقفها , بالالتزام المبدئي والأخلاقي تجاه القضايا العربية والقومية , وهي التي استمرت بالدعم المطلق للمقاومة الفلسطينية واللبنانية على السواء وبعض القضايا العربية الأخرى , وهي التي لم تقبل التنازل عن شبر أرض من سوريا , ورهنت تحرير الجولان بعد فلسطين , من منظور عربي حقيقي وتوحيدا ً للهدف العربي الشامل بالتحرير الكامل من ربقة الاحتلال الصهيوني . هذا الثبات وهذا الالتزام في السياسة السورية , يكشف لنا خلفية بعض ما يجري اليوم على الساحة العربية عموما ً والسورية خصوصا ً , والسؤال المهم , ما الذي تريده واشنطن من دمشق ؟ فمن الطبيعي أن تحتنك واشنطن كل هذا الاحتناك الشيطاني , ولأن دمشق استفادت من أخطاء الآخرين بالتحالفات السطحية ’ لتخطو باتجاه روسيا التي لم ولن تتخلى عنها ماحصل ومهما دفع أصحاب النفوذ المالي من رشى .. تواجه سوريا مطالب أمريكية متصاعدة , وحصارا ً عربيا ً متواطئا ً , فالأمريكيون يريدون الكثير من سوريا , وهي ليست مضطرة للاستجابة لمطالبهم الملحة , والحقيقة الساطعة دمشق أفشلت تثبيت المشروع الأمريكي في العراق , وهي التي رفضت دور الحارس على الحدود العراقية , وإملااءات كولن باول وتخليها عن المقاومة اللبنانية , والأهم من كل ذلك لم تقبل التنازل عن الدعم المطلق للقضية الفلسطينية , القضية الأولى للأمة العربية . إن الاهتلاك السياسي الذي يكابده مشروع ( الشرق الأوسط الجديد ) , انعكاس تلقائي وطبيعي لعلو صدقية نهج المقاومة الشريفة , وهذا الاهتلاك يؤدي لعدمية الاستقرار في الشرق الأوسط على حد تعبير المحلل السياسي والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط الكسندر سلطانون حيث يقول : إن الصراع العربي – الإسرائيلي هو السبب الجوهري الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار . هذه الرؤية ‘‘السوبر مانية’’ الأمريكية والشايلوكية الصهيونية , تعمل على خنق سوريا , وتحاول جاهدة منعها من الاتجاه نحو القضايا العربية والاقليمية وإشغالها بأزمة داخلية كما يحصل الآن , لكن ما جرى العكس , بقيت سوريا على مبادئها والتزاماتها , وفهمت اللعبة مبكرا ً , وعملت على بناء التحالف الأقوى في العالم , روسيا والصين وإيران , بالمقابل هشاشة التحالف الذي تقوده واشنطن والامتعاض من بعض الدول حيال السياسة الأمريكية المتبدلة والمتلونة , وآخر فصول الامتعاض , التنصل الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران , والتزام كل من , بريطانيا وفرنسا الحليفين الرئيسيين لواشنطن . إسرائيل بدورها , بقيت تراقب عن كثب مآلات الأزمة السورية , وهي التي تتمنى استمرار الأزمة إلى الأبد , ولم تكتف بدور المراقب , أدخلت نفسها بسلسة من الغارات بين الفينة والفينة بحجة ضرب مستودعات السلاح الذاهبة لحزب الله اللبناني , أو رفض المشروع الإيراني في سوريا حسب زعمها , إلا أنها ومنذ البداية كان لها البصمة في الضغط على واشنطن لتسعير الأزمة ومنعها من التوصل لحل يرضي السوريين , فكان شعار الولايات المتحدة , عدمية الحل العسكري , والعمل على تبني رؤية المعارضة والموافقة بالعمل السياسي على أراضيها خدمة للمصالح الصهيونية والتي تهدف لتدمير البنى التحتية لسوريا , وتدمير الجيش العربي السوري وإخراجه من دائرة الخطر على الكيان الصهيوني , وإبعاد سوريا عن محيطها العربي . خلاصة القول , نهاية المشروع الصهيو- أمريكي على صخرة الصمود السورية , وذلك يعود لوعي الشعب العربي السوري العارف بمكر وخبث الآلة الإعلامية الصهيونية وأدواتها في المنطقة , والتفافه خلف القيادة, واستعداده لتقديم المزيد من الشهداء في سبيل سيادة واستقلالية الدولة السورية بوجه المطامع الصهو- أمريكية , وتحرير كافة الأراضي المحتلة وفي المقدمة فلسطين المحتلة.   رأي اليوم


أخبار ذات صلة