بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

اتفاق خفض التصعيد في سورية.. تركيا بين الالتزام والمناورة!

الاثنين 04-12-2017 - نشر 7 سنة - 6639 قراءة

كتب شارل ابي نادر للعهد الإخباري : ما يظهر من اجتماعات ولقاءات قادة ومسؤولي الدول المعنية باتفاق خفض التصعيد في سوريا او ممثليها حتى في مناسبات اساسية او مرتبطة بذلك الاتفاق، ان الامور سائرة في الطريق الصحيح، وان المناطق التي حُدِّدت جُغرافيا لتكون ميدانا لتنفيذ مندرجات الاتفاق معروفة وجاهزة للتطبيق.. ولكن ما يحدث على الارض هو عكس ذلك، وحيث قد تكون الامور مقبولة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية من سوريا او في منطقة شمال حمص في الرستن وتلبيسة، فإن التصعيد لا يبدو أنه انخفض في الغوطة الشرقية، لتكون ادلب الكبرى وكأنها على فورة بركان، وكأن المعارك فيها في بداياتها، وكأن اغلب مسلحيها الذين يتجاوزون الاربعين الفا لم يسمعوا بهذا الاتفاق. إذا كانت روسيا الضامن في هذا الاتفاق للدولة السورية لتطبيق خفض التصعيد، واذا كانت ايران الضامن لفصائل ومجموعات محور المقاومة الداعمة للجيش العربي السوري لتطبيقها خفض التصعيد ايضا، فأية مجموعات تضمنها تركيا، عمليا وليس نظريا، لتطبيق خفض التصعيد؟ وهل تختلف اجندتها واهدافها من مفهوم خفض التصعيد عن روسيا وايران وسوريا؟ بعد أخذ وردّ ومناقشات واجتماعات طالت في جنيف لاكثر من اجتماع وفي استانة ايضا، استطاع المعنيون بداية الوصول الى فصل جبهة النصرة او هيئة تحرير الشام عن بقية المجموعات المسلحة، باعتبارها ارهابية وغير ملتزمة بخفض التصعيد، وعند التنفيذ، تبين ان عدداً لا بأس به من تلك المجموعات ما زالت تدار عملياً من قبل “النصرة”، ومنها فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، وعدداً لا باس به من فصائل الجيش الحر في ادلب وارياف حماه، وبتسميات مختلفة، كما ان مجموعات الزنكي والجيش الاسلامي التركستاني والجبهة الشامية لم تكن في تنفيذ الاتفاق بعيدة عن توجهات جبهة النصرة. من جهة أخرى، وعند الدخول الاخير للوحدات التركية الى الشمال السوري تنفيذا لاتفاق خفض التصعيد في ادلب، حيث كانت قد عملت مجوعات قيادية اساسية من جبهة النصرة على رعاية وحماية وتوجيه هذا الدخول، لم يظهر حتى الآن لهذا الدخول أية فعالية على الارض في ادلب، الاّ على امتداد المناطق الجنوبية لعفرين بين اطمة ودارة عزة والشيخ عقيل، والتي تؤمن من خلالها حماية وفصل مواقع انتشار تلك المجموعات المذكورة أعلاه -والتي تدور في فلك جبهة النصرة- من أي اختراق طارىء لوحدات الحماية الكردية، واستطرادا لوحدات سورية او روسية انطلاقا من عفرين او من منغ او من تل رفعت، او حتى من نبل والزهراء، تبعا لهواجس ومخاوف جبهة النصرة ولتلك المجموعات المسلحة المتعاونة معها، وللهواجس التركية الباطنية أيضا. بعد التهديدات الاخيرة للاتراك باجتياح عفرين، مع تحديد مهلة قريبة جدا لذلك حسب قادتهم السياسيين والعسكريين، واعتبار عفرين ومحيطها حيث تنتشر وحدات الحماية الكردية، لب المشكلة واساس التصعيد والتوتر في ادلب، متناسين انتشار جبهة النصرة وتأثيرها على العدد الكبير من باقي الفصائل في جرِّها للتصعيد ولزيادة التوتر بمواجهة الجيش العربي السوري، وخاصة في ارياف حماه الشمالية والشمالية الشرقية، فان الاتراك برهنوا عمليا على الارض اين هي اولوياتهم الميدانية والعملانية والاستراتيجية، واين هي مصداقيتهم في اتفاق خفض التصعيد. وأخيرا.. هل يأتي الاتصال الاخير بين اردوغان وترامب، والذي وعد الثاني فيه الاول بوقف تزويد الاكراد بالاسلحة، او بتخفيفها قدر الامكان مع استعادة الفعّال منها مما سُلم سابقا، ليشكل انذارا على شكل تهديد ووعيد لفرملة الاندفاعة الاخيرة لتركيا نحو روسيا وايران، خاصة وان حديث الاتراك تبدل في اقل من 24 ساعة لناحية النظرة الى الرئيس الاسد بعد ذلك الاتصال، حيث عادوا الى نغمة ومعزوفة الجبير وامثاله في عبارة “لا حل في سوريا بوجود الرئيس الاسد”، ام ان اردوغان ما زال يستطيع الصمود في تموضعه الاخير مقتنعا بعدم مصداقية الاجندة الاميركية في احترامها للمصالح التركية، خاصة فيما خص النفوذ الكردي في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام، وسيمضي قدما في مندرجات اتفاق استانة ومقررات قمة سوتشي الثلاثية الاخيرة، حيث ثبّت الرئيس بوتين في جلستها الختامية بيديه مصافحة اردوغان مع الرئيس الايراني حسن روحاني؟


أخبار ذات صلة