كيف انتهت “مهمّة” محمد علوش في جيش الإسلام؟
“انتهى دورك وخلصت المهمّة”، هكذا عبّر عددٌ من ناشطي المعارضة السوريّة عن رأيهم حول إعلان رئيس المكتب السياسيّ الخارجيّ في “جيش الإسلام” محمد علوش استقالته من الفصيل المسلّح وفق ما وصفوه “الخيبة بمن وأد الثورة وأطفأ شعلتها”. واتّهم ناشطون علوش بأنّه من تسبّب بتهجير المسلّحين وعائلاتهم من مناطق عدّة في محيط دمشق، أبرزها منطقة دوما في الغوطة الشرقية، مشيرين إلى أنّه “فرط المسبحة ليبدأ حياته بعد أنْ أنهى حياة خِيرة شبابهم ومشى على دمائهم إلى تركيا وأوروبا حيث يعيش سالماً غانماً متنعّماً بما جناه من عرق جبين الثوّار”، بحسب ما ذكروا. واتّهم أحد الناشطين علوش بأنّه “منافق، وسببٌ في الخيانة وتسليم السّلاح في القلمون الشرقيّ”، مشيراً إلى أنَّ السّلاح الذي سلّمه علوش كان بالإمكان إيقاف معركة الغوطة عبر استخدامه لمؤازرة الثوّار لو كان في يد رجال شرفاء، إلّا أنَّ السلاح كان بيد الخائن علوش الذي سلّمه”، بسحب قول الناشط. في المقابل يرى عددٌ من الناشطين بأنَّ علوش “رجل لا تهمّه المناصب، وحينما شعر بخطورة بقائه إلى جانب قياداتٍ لا ترغب بمواصلة النضال، رأى أنْ يتنحّى لقدوم جيلٍ شابٍّ دمه ثوريّ، فيكمل دربه حاملاً شعلة الثورة حتّى تحقيق أهدافها”، على حدّ تعبيرهم. في حين طلب ناشطون من قيادة جيش الإسلام برفض الاستقالة منعاً لما سيحدث من تَبِعاتٍ شديدة للثورة، كما ذكر، مبيّناً أنَّ “درب الجهاد مستمرٌّ حتّى النصر أو الشهادة” بحسب قوله. وتأتي استقالة علوش بعد هزيمة جيش الإسلام في معقله الرئيس بمدينة دوما في الغوطة الشرقيّة قبل أسابيع، وخروجه إلى مدينة جرابلس بالشمال السوريّ، بعد عمليّةٍ عسكريّة شنّها الجيش السوريّ في محيط المنطقة أدّت إلى اتّفاقٍ يقضي بخروج المسلّحين من أهم معاقلهم في الريف الدمشقيّ. وبعدها توالت الاتّهامات ضدّ قيادات جيش الإسلام بأنّه “عميلٌ لصالح السلطة السوريّة” بعد أن سقطت مناطق كان يسيطر عليها بشكلٍ تتابعيّ، من الغوطة إلى القلمون، مع تسليمه كامل ترسانة الأسلحة التي كانت تحت سيطرته، مقابل خروج القيادات والعناصر إلى جرابلس، وعودة هذه المناطق إلى كنف الدولة السوريّة بعد نحو 4 سنوات من سيطرة المعارضة المسلّحة عليها، وسط تساؤلات الناشطين عن دور جيش الإسلام في جرابلس وماذا سيخدم الثوار هناك إن لمْ يحقّق تطلعاتهم في قلب العاصمة، على حدّ قولهم. وذكّر ناشطون بأنّه منذ ظهور محمد علوش في الواجهة السياسيّة لجيش الإسلام، بدأت العمليّات العسكريّة بالانحسار حتّى توقّفت نهائيّاً باستثناء بعض المعارك على أطراف حرستا مطلع العام الجاري، ما أدّى لإنهاء مهمّة علوش السياسيّة بالتزامن مع وقف العمليّات القتاليّة وانتهاء دور الفصائل المسلّحة في سورية وفق اتّفاقيّاتٍ سياسيّة بين الأطراف الخارجيّة التي تدعمها، بحسب رأي محلّلين. الأمر الذي رأى فيه بعض الناشطين أنّه نهاية الثورة والحراك المسلّح الذي وكما قالوا “صار بخبر كان”، لافتين إلى أنَّ خيانة محمد علوش يجب ألّا تمرّ دون محاسبة، داعين إلى محاكمته وكلّ من “وأد الثورة”، بحسب قولهم. ومحمد علوش يعدُّ من الشخصيّات البارزة في جيش الإسلام، خاصّةً بعد مقتل مؤسّس الفصيل زهران علوش عام 2015، ليتسلّم بعدها عدداً من المناصب القياديّة في المجال السياسيّ، وصولاً إلى ترؤسه وفد المعارضة المسلّحة إلى اجتماع أستانة العام الماضي. وكان رئيس المكتب السياسيّ الخارجيّ في جيش الإسلام، قد أصدر بياناً على صفحته، تقدّم من خلاله باستقالته إلى قيادة الفصيل المسلح، مذكّراً بخدماته التي قدّمها في سبيل خدمة الثورة وعناصر جيش الإسلام. وبرّر علوش، قرار تنحيه من منصبه بأنّه “من أجل إفساح المجال أمام الطاقات الجديدة لتبدأ دورها في العمل الثوريّ والسياسيّ، ولتستلم مهامها التي كان يقوم بها من خلال الأمانة التي حملها على عاتقه خلال الفترة الماضية”. آسيا