أستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق : العالم يمر بأزمة ركود تضخمي تشبه أزمة الكساد الكبير عام 1929
كشف تقرير أممي صادر عن برنامج الأغذية العالمي عن ارتفاع سلة الغذاء المرجعية في سورية بنسبة تزيد على 100% منذ مطلع العام الحالي 2023، وثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
وبحسب التقرير فإن تكلفة السلة الغذائية ارتفعت في أيلول الماضي إلى 938 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 67 دولاراً.
وأشار التقرير إلى أن سعر سلة الحد الأدنى للإنفاق، وهو مقياس لحساب التكلفة الأدنى لمعيشة أسرة مكونة من خمسة أفراد شهرياً، ارتفع للمرة الـ 14 على التوالي، ليصل إلى نحو 2.2 مليون ليرة سورية في أيلول الماضي.
وفي قراءة لمدى دقة هذه الأرقام، وأسباب الانزلاق إلى الركود التضخمي والارتفاع المستمر في الأسعار، وكيف يمكن إيقاف هذا الطوفان من التغيرات السعرية عالمياً، قدم أستاذ كلية الاقتصاد في جامعة دمشق الدكتور عابد فضلية شرحاً لذلك، حيث لفت إلى أن مفهوم السلة الغذائية ومكوناتها وما تشتمله من مواد وسلع وعناصر أخرى، تختلف من بلد لآخر ومن باحث اقتصادي لآخر في نفس البلد، لذلك سنفترض أن مكونات سلة برنامج الأمم المتحدة للغذاء مطابقة لمكونات السلة المعتمدة لدينا من مواد غذائية واحتياجات ضرورية ومصاريف السكن والتنقل.
وتابع فضلية بالقول: إنه وبحسب ما نشهده وندفعه في السوق، فقد ارتفع سعر السلة الغذائية في سورية أكثر من مئة بالمئة منذ بداية هذا العام.
وأشار فضلية إلى أن تقرير الأغذية العالمي يستمد أرقامه من “أزلامه” المتابعين للسوق، لذا فإن مصداقية أرقامه تقترب من 70 إلى 80 بالمئة من الحقيقة.
ولفت فضلية إلى أنه وبغض النظر عن التقارير الأممية أو المحلية، فإننا كأشخاص يجولون ويدفعون في السوق نؤكد بأن الأسعار قد ارتفعت لأسباب موضوعية، ورفعت عشوائياً بصورة فوضوضية بسبب الطمع من جهة وبسبب الحيطة والحذر من جهة أخرى.
وحول القادم وما يمكن أن تخبئه الأيام القريبة القادمة، كشف فضلية أن سورية ودول الإقليم وجميع دول العالم تتجه إلى مزيد من القلة والضيق الاقتصادي والمعيشي، فالعالم اليوم يمر بأزمة ركود (تضخمي) ستتحول إلى كساد.
ونوه فضلية إلى أن الأوضاع الاقتصادية تتجه إلى أقسى مستوى من الأزمات كما كانت أزمة عام 1929 التي عانت منها كافة دول العالم والتي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية ولم تنته آثارها إلا مع نهاية هذه الحرب.
ويبقى السؤال هنا: هل نحن أمام حرب عالمية ثالثة؟ والجواب ربما تكون قد بدأت فعلاً.
يذكر أن تخفيض دعم الوقود في الأشهر الأخيرة، إضافة إلى انخفاض قيمة الليرة السورية، أدّى إلى مزيد من الضغوط التضخمية على تكلفة السلة الغذائية، فقد تضاعفت تكاليف المعيشة تقريباً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، وارتفعت أربعة أضعاف خلال عامين.
غلوبال