مازوت غير نظامي يغزو الأسواق واحتياجات المواطنين تزداد
صاحبة الجلالة _ ضياء الصحناوي
بعد انحسار كبير عن الأسواق الداخلية طوال الفترة الماضية من الشتاء، تسلل المازوت الداعشي إلى بيوت الفقراء بعد عجزهم عن الحصول على مخصصاتهم القليلة التي كانت تؤمنها الحكومة.
ومع قدوم المنخفض الجوي ، وصل سعر المازوت الداعشي إلى 300 ليرة سورية لليتر الواحد مقابل 475 ليرة سورية للمازوت الذي يستولي عليه الفاسدين بطرق عديدة أمام عجز السلطات المحلية واللجان الإخطبوطية الموزعة في كل قرية ومدينة عن ضبطه.
يعلم القاصي والداني طرق وخطوط المهربين من المنطقة الشرقية المحاذية للبادية وصولاً إلى الجنوب الشرقي في قرى الحريسة والهويا وملح، والتي تأخذ طريقها باتجاه الغرب إلى عرى. ولا يعجز المهربين المتعاملين مع كافة الجهات داخل المحافظة وخارجها عن خلق طرق جديدة كلما تعرضوا للملاحقة أو القصف الجوي من قبل طيران الجيش العربي السوري. غير أن الأوضاع خلال الأشهر السابقة كانت هادئة، حتى أتت أزمة المحروقات لتعطل الحياة في المحافظة، فاستغل المهربين الوضع ودخلوا بقوة إلى الساحة متسلحين بسعر منخفض لليتر الواحد.
يقول أحد المستفيدين من الأزمة لصاحبة الجلالة: نستلم المازوت بسعر 240 ليرة سورية لليتر الواحد ونبيعه بسعر 300 ليرة، وهناك طلب كبير عليه خلال هذه الأيام بسبب انقطاع مازوت الدولة المخصص للتدفئة، وهناك من يبيعه بأكثر من ذلك. وعن رائحته الكريهة وضرره على الإنسان أضاف: الكل يعلم أن هذا المازوت غير مكرر بالطرق العادية، ولا يوجد بديل آخر أمام الناس، وفي العادة يستعمل الليمون الحامض، أو بودرة الليمون للتخفيف من الروائح، نعلم أنه مضر ولكننا نستعمله كلنا للتدفئة.
في المقابل وصل سعر الليتر الحر إلى 475 ليرة سورية إذا وجد في السوق، ويتهم غالبية سكان المحافظة اللجان الفرعية المسؤولة عن التوزيع، و أصحاب المركبات العامة ببيعه في السوق السوداء بهذه الأسعار، وهم الذين قاموا بالإضرابات الأخيرة عندما انقطعت المادة عن الوصول إلى المحافظة..
بدوره عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن قطاع المحروقات حسين صافي قال لصاحبة الجلالة أن الأزمة الحالية ليست مقتصرة على السويداء، وهي بطور الحل خلال الأيام القليلة القادمة، وأكد أن الأولوية في توزيع مادة المازوت على الأفران والمستشفيات والمياه والنقل، وهذه أمور مفروضة لكي تستمر دورة الحياة كالمعتاد، والباقي للتدفئة المنزلية.
وأضاف: نعمل بكل طاقتنا لتأمين المادة للناس خلال الأيام القليلة القادمة.