مسلسل إهانة الصحفيين مستمر..محافظ درعا يهين مديرة سانا بدرعا ويطردها
"السلطة الرابعة" هكذا أُطلقت التسمية عليها في جميع أنحاء العالم لتعطي انطباعا بأنها تكاد تكون أقوى من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية مجتمعة باعتبارها تمارس دور الرقيب عليها جميعا ..وفي بلادنا يطلق عليها أيضا اسم "السلطة الرابعة" لكنها سلطة بيد المسؤولين والمتنفذين ولا يملك الصحفي منها سوى ما يمكن لهذا المسؤول أو ذاك منحه إياه منها تكرما أو "بريستيجا" إذا صح التوصيف.
وجديد مسؤولينا بحسب الشكوى التي حصلت "صاحبة الجلالة" على نسخة منها قيام محافظ درعا محمد خالد الهنوس بإهانة الصحفية لمى المسالمة مدير مكتب سانا بدرعا أمام العلن وطردها من أحد الاجتماعات وكأنها تعمل في إحدى "المزارع" التي يمتلكها ..
وتقول الصحفية لمى بشكواها التي تقدمت بها لإدارة عملها ولاتحاد الصحفيين وسط صمت مطبق من الجهات الاعلامية التي من المفترض أنها الحريصة على كرامة الصحفيين والمدافعة عن حقوقهم .. : " قام السيد محافظ درعا محمد خالد الهنوس صباح اليوم بعد دعوتنا لاجتماع حول مشكلة المياه في مدينة درعا بطردي من القاعة بحجة أنني لا أحضر اجتماعات وأهانني أمام كل الحاضرين علما أنه يتم تبليغنا قبل الموعد إما بدقائق معدودة أو لا يتم تبليغنا ، ضف على ذلك التعامل غير اللائق من قبل المحافظ شخصيا ومن العاملين في المكتب الصحفي الخاص بالمحافظة وشكوانا المتكررة بتصرفاتهم بحقنا دون أن يقوم المحافظ بتوجيه أي ملاحظة للعاملين بضرورة التعامل معنا باحترام.
وتؤكد المسالمة انها ليست المرة الأولى التي يتعامل المحافظ مع الصحفيين بهذه الطريقة وأنه تصرف يتكرر كثيرا في إطار عدم فهم الدور الحقيقي لوسائل الاعلام.
وكشفت المسالمة " أن المحافظ يقوم بمنع الصحفيين من العمل بحرية ونقل أي حالة سلبية لا تتوافق مع ما ينشر عنه.. مطالبة بوضع حد لتلك المعاناة ووضع صيغة ناظمة للعلاقة بين المحافظ ووسائل الاعلام.
والغريب واللافت بالأمر ليس السكوت المطبق للجهات الاعلامية المعنية تجاه هذه الانتهاكات التي ترتكب بحق الاعلاميين والصحفيين فحسب ..وإنما تكرار وتزايد هذه الظاهرة بشكل لافت في السنتين الماضيتين ، فلم يكد الناس أن ينسوا ما فعله محافظ حماة ومن قبله مدير جريدة البعث وووو.. فهل بات الأمر بروتوكولا يجب على المسؤول القيام به ..أم أن غياب المحاسبة يشجع على المزيد من هذه الانتهاكات التي تعتبر قديمة بوجودها وجديدة بعلنيتها ..فخلال السنوات الماضية طفت على السطح ممارسات لمسؤولين قامت على إهانة الصحفيين بكل الاشكال وعلنا ليشعر المراقب أن هذا الصحفي أو ذاك يعمل لدى هذا المحافظ أو ذاك الوزير او المسؤول ..و لتضاف هذه الممارسات إلى الدوامة الحقيقية التي يعيشها الصحفيون من مماطلات وتسويف وسياسات الحجب والتضييق لغاية أو لنمطية تعود المسؤولون ومكاتبهم الصحفية اتباعها لتصبح معاناة ليست عابرة في البيروقراطية أو وليدة اللحظة بل يومية مع المؤسسات الحكومية بهدف الحصول على المعلومة والتي لا يصلون إليها إلا "بطلوع الروح" ولتأتي ناقصة تتغنى بالمسؤول من جهة وتطرحه للرأي العام على شكل "تشي غيفارا" من حيث العمل والاخلاص والتفاني بعيدا عن كل "الكواليس"التي تعتبر خطا أحمرا لا يجب على الصحفيين تجاوزه بأي حال من الأحوال.
ويتساءل إعلاميون وصحفيون .. من السلطة المخولة بمحاسبة المسؤولين عن إهانة الصحفيين السوريين ؟! .. ومن يتحمل مسؤولية بهدلة الصحفيين .. ؟! وهل يُلام الصحفي الذي نذر نفسه لهذه المهنة الشريفة إذا طالب بحفظ كرامته بين الناس ؟!
ونرفق لكم صورة الشكوى كما وردتنا :